فصل: (سورة يس: آية 51):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة يس: الآيات 45- 46]:

{وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (46)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {لهم} متعلّق ب {قيل} {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {بين} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة {ما خلفكم} مثل ما بين.. فهو معطوف عليه، و الواو في {ترحمون} نائب الفاعل.
جملة الشرط وفعله وجوابه... لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ.
وجملة: {قيل} في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه قوله تعالى في الآية التالية {كانوا عنها معرضين} أي أعرضوا.
وجملة: {اتّقوا} في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {لعلّكم ترحمون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ترحمون} في محل رفع خبر لعلّ.
الواو عاطفة {ما} نافية {آية} مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تأتي {من آيات} متعلّق بنعت لآية {إلّا} للحصر {عنها} متعلّق بمعرضين الخبر.
وجملة: {ما تأتيهم من آية} لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ.
وجملة: {كانوا عنها معرضين} في محلّ نصب حال من المفعول أو من الفاعل.

.[سورة يس: آية 47]:

{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {إذا قيل لهم أنفقوا} مثل إذا قيل لهم اتّقوا، {ممّا} متعلّق ب {أنفقوا} {للذين} متعلّق ب {قال} الهمزة للاستفهام {من} موصول مفعول به {لو} حرف شرط غير جازم {إن} حرف نفي {إلّا} للحصر {في ضلال} متعلّق بمحذوف خبر أنتم.
جملة: الشرط وفعله وجوابه... لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط السابقة.
وجملة: {قيل} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أنفقوا} في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {رزقكم اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ {ما}.
وجملة: {قال الذين} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {أنطعم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لو يشاء اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {أطعمه} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم {لو}.
وجملة: {إن أنتم إلّا في ضلال} لا محلّ لها استئنافيّة، يحتمل أن تكون من كلام المشركين أو من كلام المؤمنين أو هو قول اللّه للمشركين حين ردّوا بهذا الجواب.

.الفوائد:

ذم البخل:
نزلت هذه الآية في كفار قريش، وذلك أن المؤمنين قالوا لهم: أنفقوا على المساكين ما زعمتم أنه للّه تعالى من أموالكم، وهو ما جعلوه للّه من حرثهم وأنعامهم، فكانوا يجيبونهم: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. قيل كان العاص بن وائل السهمي، إذا سأله المسكين، قال له: اذهب إلى ربك فهو أولى مني بك. ويقول: قد منعه اللّه أفأطعمه أنا؟، وهذا مما يتمسك به البخلاء، يقولون:
لا نعطي من حرمه اللّه، وهذا زعم باطل، لأن اللّه تعالى أغنى بعض الخلق وأفقر بعضهم ابتلاء لهم، فمنع الدنيا من للفقير لا بخلا، وأعطى الدنيا للغني لا استحقاقا، وجعل في مال الغني نصيبا للفقير ليبلو الغني بالفقير، وهكذا اقتضت حكمة اللّه ومشيئته، فلا اعتراض على أمره، وذلك ليبلونا فيما آتانا.

.[سورة يس: آية 48]:

{وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {متى} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر هذا {الوعد} بدل من هذا مرفوع {كنتم} فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: {يقولون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {متى هذا الوعد} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إن كنتم صادقين} لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

.[سورة يس: الآيات 49- 50]:

{ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)}.

.الإعراب:

{ما} نافية {إلّا} للحصر الواو حاليّة.
جملة: {ما ينظرون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تأخذهم} في محلّ نصب نعت لصيحة وجملة: {هم يخصّمون} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في {تأخذهم}.
وجملة: {يخصّمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
الفاء عاطفة {لا} نافية في الموضعين الواو عاطفة {إلى أهلهم} متعلّق ب {يرجعون}.
وجملة: {لا يستطيعون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يخصّمون.
وجملة: {لا يرجعون} في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستطيعون.

.الصرف:

{يخصّمون} فيه إبدال، أصله يختصمون.. قلبت التاء صادا بعد تسكينها ثمّ أدغمت الصاد مع الصاد وكسرت الخاء تخلّصا من التقاء الساكنين وهما الخاء والصاد الأولى.. وزنه يفتعلون.
{توصية} مصدر قياسيّ للرباعيّ وصّى، وزنه تفعلة بكسر العين المخفّفة.

.[سورة يس: آية 51]:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {في الصور} نائب الفاعل الفاء عاطفة {إذا} فجائيّة {من الأجداث} متعلّق ب {ينسلون}.
{إلى ربّهم} متعلّق بحال من فاعل ينسلون بحذف مضاف أي حساب ربّهم.
جملة: {نفخ في الصور} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ينظرون.
وجملة: {هم}... {ينسلون} لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور.
وجملة: {ينسلون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.

.الصرف:

{الأجداث} جمع جدث، اسم جامد بمعنى القبر، وزنه فعل بفتحتين، ووزن أجداث أفعال.

.[سورة يس: آية 52]:

{قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}.

.الإعراب:

{يا} أداة تنبيه {ويلنا} مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل {من} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة بعثنا {من مرقدنا} متعلّق ب {بعثنا} {ما} اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف أي: وعد به. وصدق فيه.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ويلنا} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {من بعثنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {بعثنا} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {هذا ما وعد الرحمن} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {وعد الرحمن} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {صدق المرسلون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.الصرف:

{مرقدنا} اسم مكان من الثلاثيّ، رقد، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو مضموم العين في المضارع.

.البلاغة:

الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا}.
فقد شبه الموت بالرقاد، من حيث عدم ظهور الفعل والاستراحة من الأفعال الاختيارية، وإنما قلنا: إنها أصلية، لأن المرقد مصدر ميمي، أما إذا جعلناه اسم مكان، فتكون الاستعارة تبعية.

.الفوائد:

- من: وتأتي على أربعة أوجه:
1- شرطية: كقوله تعالى {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}.
2- استفهامية: كما في الآية التي نحن بصددها مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟ وقوله تعالى {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} فهي استفهامية أشربت معنى النفي، وإذا قيل: من ذا لقيت؟ فمن: مبتدأ، وذا موصولة بمعنى الذي في محل رفع خبر، ويجوز على قول الكوفيين في زيادة الأسماء كون ذا زائدة، ومن مفعولا به مقدما للفعل لقيت.
والذي عليه الأكثرون أن من ذا لا نستطيع اعتبارها جزءا واحدا من الإعراب مثل ماذا، خلافا لبعضهم.
3- وموصولة بمعنى الذي كقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}.
4- نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها رب في قول الشاعر:
ربّ من أنضجت غيظا قلبه ** قد تمنّى لي موتا لم يطع

ووصف بالنكرة في نحو قولهم: مررت بمن معجب لك.
وقال حسان رضي اللّه عنه:
فكفى بنا فضلا على من غيرنا ** حبّ النبي محمد إيّانا

.[سورة يس: آية 53]:

{إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (53)}.

.الإعراب:

{إن كانت} {فإذا هم} مرّ إعرابها، والضمير في {كانت} يعود على النفخة الثانية {جميع لدينا محضرون} مرّ إعرابها.
جملة: {إن كانت إلّا صيحة} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة يس: آية 54]:

{فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {اليوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {تظلم} المنفيّ {نفس} نائب الفاعل {شيئا} مفعول مطلق نائب عن المصدر، الواو عاطفة {لا} نافية، ونائب الفاعل هو الضمير في {تجزون} {إلّا} للحصر {ما} حرف مصدريّ والمصدر المؤوّل {ما كنتم} في محلّ جرّ بياء محذوفة متعلّق ب {تجزون} أي: تجزون بعملكم.
جملة: {لا تظلم نفس} في محل نصب معطوفة على مقول قول مقدّر أي: يقال لهم: اليوم يجري الحساب فلا تظلم نفس.
وجملة: {لا تجزون إلّا ما} معطوفة على جملة لا تظلم نفس.
وجملة: {كنتم تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
وجملة: {تعملون} في محلّ نصب خبر كنتم.

.[سورة يس: الآيات 55- 59]:

{إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (56) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}.

.الإعراب:

{اليوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {فاكهون} {في شغل} متعلّق بمحذوف خبر أوّل.
جملة: {إنّ أصحاب} {فاكهون} لا محلّ لها استئنافيّة.
{أزواجهم} معطوف ب الواو على المبتدأ {هم} مرفوع {في ظلال} متعلّق بمحذوف خبر أوّل، {على الأرائك} متعلّق بالخبر الثاني {متّكئون}.
وجملة: {هم} {متّكئون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
{لهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ فاكهة {فيها} متعلّق بحال من فاكهة، {لهم} الثاني خبر للمبتدأ ما.
وجملة: {لهم فيها فاكهة} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لهم ما يدّعون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم فيها فاكهة.
وجملة: {يدّعون} لا محلّ لها صلة الموصول.
{سلام} مبتدأ مرفوع، خبره محذوف، {قولا} مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب {من ربّ} متعلّق بنعت ل {قولا}.
وجملة: {سلام قولا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
{اليوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {امتازوا} {أيّها} منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب.
{المجرمون} بدل من أيّ- أو نعت-، أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا.
وجملة: {امتازوا} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {أيّها المجرمون} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{شغل} اسم من شغل باب فتح، أو هو مصدر الفعل، وزنه فعل بضمّتين.
{فاكهون} جمع فاكه، اسم فاعل من الثلاثيّ فكه باب فرح من الفكاهة- بفتح الفاء- وهو التلذذ والتنعم، وزن المفرد فاعل.
فاكهة اسم جمع بمعنى الثمار، أو ما يتنعّم بأكله، جمعه فواكه زنة فواعل، ووزن فاكهة فاعلة.
{يدّعون} مضارع ادّعى، فيه إعلال بالحذف، أصله يدّعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركة الياء إلى العين- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف-.. وفي الكلمة إبدال، فادّعى أصله ادتعى زنة افتعل، فلمّا جاءت تاء الافتعال بعد الدال قلبت دالا، ثمّ أدغمت الدالان معا فأصبح ادّعى مضارعه يدّعي.

.البلاغة:

التنكير والإبهام: في قوله تعالى: {فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ}.
التنكير والإبهام للإيذان بارتفاعه عن رتبة البيان، والمراد به ما هم فيه من فنون الملاذ التي تلهيهم عما عداها بالكلية.